ياحلو شتقنا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ياحلو شتقنا

2 مشترك

    ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][

    مكافحة الغش والتسول
    مكافحة الغش والتسول
    قائمة المشرفون


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/07/2009
    العمر : 34
    الموقع : الدمام

    ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][ Empty ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][

    مُساهمة  مكافحة الغش والتسول الخميس أكتوبر 01, 2009 9:04 am



    ومضى عام

    عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين

    الحمد لله بارِئِ النسمات، والحمد الله مصوِّرِ المخلوقات، والحمد لله فاطر الأرض والسموات، والحمد لله فالقِ الحبِّ والنوى، والحمد لله فالق الإصباح، وجاعلِ الليلِ سكنًا، والحمد لله على ما أسبغ من النِّعم، ودفع من النقم، والحمد لله على ما تفضل من الهبات والعطايا، وعلى ما صرف من البلايا والرزايا، والحمد لله يخفض ويرفع، ويُعطي ويمنع، فله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فله الحمد كله، وله الثناء كله، وله المجد كله، كما يحب ربنا ويرضى، وله الحمد ملأ السموات والأرض، وملأ ما يشاء ربنا بعد {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} [سورة الروم 30/18].
    وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلِّبُ الليل والنهار، ومكوِّرُ النهارِ على الليل، ومكور الليلِ على النهار، يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا، وإليه يرجعون.
    وأشهد أن محمدًا ‘ عبده ورسوله، أحيا الله به القلوب الميتة، وأضاء به الطرق المظلمة، وأنقذ به من المسالك المهلكة، فما من خير في الدينا، ولا فضل ولا نعمة، ولا سعة ولا راحة إلا من بركة دعوته، وما من شر وبلاء وقحط وفتنة إلا من الإعراض عن دينه وشرعته.. صلى الله عليه عدد ما مدحه المادحون، وعدد ما ذكره الذاكرون، وعدد نجوم السما، وعدد ما خلق ربنا وبرى.. وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
    فهذا قلبُكَ ينبِض بالإرادةِ والحياة، وهذهِ أنفاسُكَ تترددُ في جوفِكِ، وهذه عينُك تُبصِر، وأُذُنُكَ تسمع، ويدُكَ تبْطِشُ، ورِجلُك تَمْشي، وهذه شمسٌ تشرِقْ، وهذا هلال يهِل، وهذا نهارٌ يُضيء، وهذا ليلٌ يظلم، فهل شَعُرْتَ يومًا أن هذه جميعًا تتعاون وتتعاضد لتقودَكَ إلى أجلك المحتوم..

    تذهبُ بك جوارحُك إلى سوق الغُدوِّ والرواح، في المساء وفي الصباح، فتبيعك بأبخس الأثمان وأزهدها، أو بأغلى الأثمان وأرفعها، فإما أعتقتك، أو أهلتك، عن ‏ ‏أبي مالك الأشعريِّ قال: ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((‏الطُّهورُ ‏شطْرُ ‏الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ‏أو تملأ ‏‏ما بين السماوات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك، كلُّ الناس ‏يغدو ‏فبايع نفسه فمعتقها، أو موبقها)). رواه مسلم (223).
    قال الحسن البصري: )ابنَ آدم! إنك تغدو أو تروحُ في طلبِ الأربَاح؛ فليكن هَمُّكَ نفْسَكَ؛ فإنك لن ترَبَح مِثْلها أبدًا(.

    كيف انقضى العام ؟!

    ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟ كنا بالأمس في أول العام، ونحن اليوم في منتهاه، بل قد انقضى ودخل غيره!!
    هل ذهبت بركة الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
    أم أننا قد أدركنا علامة من علامات الساعة؟! تكون السنة فيها كالشهر؟ فوالله كأن سنيننا شهورٌ.
    أم أنها نعمة من نعم الله على عباده، قد وسَّعَ لهم في الرزق، وعافاهم في البدن، وأنعم عليهم بالأمن؛ فلم يشعروا بمضي الأوقات، ولا بتعاقب الليل والنهار؟!
    عن عبيد الله بن مُحصِن الأنصاري _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
    فهل يشعر بمضي الساعات من سلم من الأسقام؟ وهل يحس بمرور الأيام من كُفِي هم الرزق؟ وهل يُحس بانقضاء الشهور من أمِنِ في ماله ونفسه وعرضه؟
    كم من المسلمين يفقدون إحدى هذه الخصال أو كلَّها، فكيف تكون أيامهم، وكيف تمر بهم الساعات، وعلى أي شيء تنقضي الشهور؟
    قال صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك, وحياتَك قبل موتِك, وفراغَكَ قبل شُغْلِك, وصِحَّتَك قبل مرضِك, وغِنَاك قبل فقرك))([1]).
    وكان ابن عمر يقول: )اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك( رواه البخاري.
    سنة كاملة بساعاتها، وأيامها، وشهورها، فكم عملنا فيها من أعمال قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة، وغدًا سنوفاها، يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [سورة المجادلة 58/6]

    هل زادت أعمارنا أو نقصت؟!

    هل انقضاء الأعوام يزيد في الأعمار أم يُنقصها؟ إن للعمر طرفان، طرفٌ من قِبَل المولِد، وطرفٌ من قِبَل الأجل؛ فكلما انقضى عام ابتعدت عن يوم مولِدِك، واقتربت من يوم نهايتك، وأنت منذ أن خرجت إلى الدنيا، وأنت تهدِمُ في عُمُرِك و تُنقِصُ من أجلِك.
    أرأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام، أو نعلقه على حوائطنا، إنه مليء بالأوراق، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط، وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدةَ فقط، هكذا عُمْري و عُمْرُك يا أخي؛ مجموعة أيام، ومجموعة ليالي، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة نقصت أعمارنا، ونقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد، ثم نغادر هذه الدنيا.
    كم يتمنى المرء تمامَ شهرِه! وهو يعلم أن ذلك يُنقص من عُمُرِه؟ كيف يفرح بالدنيا من يومُه يهدِمُ شهْرَه؟ وشهرُه يهدِم سنتَه؟ وسنتُه تهدِم عُمُرَه؟ كيف يفرح من يقودُه عمرُه إلى أجلِه، وتقودُه حياتُه إلى موتِه؟


    عام كامل بين العلم والعمل!!

    سنةٌ كاملةٌ من عُمُرِ الإنسان قد طويت، وصحيفةُ عامٍ كامل قد ملئت، ووضعت في رِقٍ، ثم خُتِم وطُبِع، فلن يُكسر إلاّ يومَ القيامة.
    كلُّ المخلوقات تنتهي أعمارها، وتُطوى آجالها، وتُمزَّق صحائفها، إلا الإنسان فإنه يبقى متبوعًا بعد رحيله، موقوفًا للجزاء والحساب.
    كم آيةً من القرآن حفِظتَها، وعرفتَ تفسيرها، واستمعت إلى كلام أهل العلم فيها، وكم حديثًا عن نبينا صلى الله عليه وسلم قرأته، وشُرِحَ لك معناه، وما فيه من الفقه، وكم قرأت من أحكام الحلال والحرام، وكم قرأت من علم العرب وآدابهم، مما فيه عون على فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، كم بحثًا بحثته، وكم ورقةً كتبتها، كم ساعةً جلستها في الدرس والبحث، بل كم من الأيام قضيتها في الذهاب والإياب، والجلوس والاستماع، والقراءة والحفظ؟!
    فبالله الذي لا إله غيره، ماذا أردت بكل ذلك، ومن أردت؟! هل أردت الله والدار الآخرة؟ هل أردت رفع الجهل عن نفسك وأهلِك؟ هل كان آخرُ عهدك بالآية آخرَ قطرةٍ من الحبر وضعتها على ورقة الاختبار؟ وهل كان آخرُ عهدك بالحديث والفقه والنحو والأدب حين حَصَلت على شهادة تأكل بها؟
    إن كنت قد نسيت علمَك والوقت الذي أنفقته فيه، فهو عند الله لم يُنس، وضع في صحائف الأعمال، وقد كتب عليه ما قصده صاحبه، ومن أريد به.
    قال صلى الله عليه وسلم : ((القرآن حجة لك أو عليك))، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً (82)} [سورة الإسراء 17/82].
    قال بعض السلف: ما جالس أحدٌ القرآن فقام عنه سالمًا؛ بل إما أن يربح، أو أن يخسر، ثم تلا هذه الآية.
    وقال أبو موسى الأشعري: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن عليكم وزرًا، فاتبِعوا القرآن، ولا يتبِعُكُم القرآن؛ فإنه من اتَّبعَ القرآنَ هَبَطَ به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زَخَّ في قفاه فقذفه في النار.
    وكم أتعب مدرس نفسه، واستعد لدرسه، وإفهام طلابه، فكم من الساعات قضينا في إعداد الدروس وإلقائها، وكتابة الأسئلة وتصحيحها؛ فأين هي الآن؟ وهل كانت لنا أو علينا؟
    وكم جلس إداري خلف مكتبه، وأنجز من الأعمال، وكتب من الأوراق، فماذا أراد، ومن أراد؟
    هل حظنا من علمنا وأعمالنا مال نأخذه؟ أو جاه ندركه؟ أو صيت نرتفع به؟
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه)).

    بين الحياة والموت
    عامٌ تولى و انصرم، بين مولود ومفقود، وباك وضاحك، كم استبشرنا فيه بمولود فرح به أهله وأقاربه، فمن مهنٍ ومن مهدي، ملأ عليهم بيتهم، وغمرهم بالفرحة والأنس، فهم به فرحون، وعليه خائفون، وبتربيته قائمون.
    وكم ودعنا فيه من أحبة، و فقدنا فيه من أعزة، أسلمناهم إلى الردى والبِلى، وتركناهم في مكان موحش مظلم، ووالله كما ودَّعنا فسوف نُودَّعْ، وكما بكينا فسوف يُبكى علينا، وكما حَمَلْنا فسوف نُحمَل، وكما تَركنا أحبتنا فسيتركوننا.
    أتيتُ القبورَ فناديتُها ... أين المعظَّمُ والمحتقر!
    تفانوا جميعا فما مخبرٌ ... وماتوا جميعا ومات الخبر
    قال عمر بن عبد العزيز: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله على أهلها منها الظَّعَن- أي التحول والانتقال، والسير منها إلى غيرها-، فكم من عامرٍ موثَّقٍ عما قليل يْخرَبُ، وكم من مُقيمٍ مغتبِطٍ عما قليل يظْعَنُ؛ فأحسنوا رحمكم الله منها الرِّحَلة بأحسنِ ما بِحَضْرَتِكُم من النُّقْلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
    أهذه هي الدنيا؟!! قد فضحها والله الموت؛ فأي هناء فيها ليس الموت مفسده، وأي نعيم فيها ليس الموت قاطعه؟!

    عام بين اللذة والألم
    عامٌ انصرمَ بما فيه من اللذائذ والآلام، عبثَ فيه العابثون، وتلذذ فيه بالشهوات اللاهون، وأخذوا من الدنيا ما يشاؤون.
    وأجادَ فيه المخلصون، وتصبروا عن فعل المحرمات، ونهوا النفس عن ارتكاب المنكرات، وخافوا من يوم عبوس قمطرير، ترتج له الأرض، وتتفطر من هوله السموات.
    أما الصالحونَ فادخروا أجَلَّ الحسنات، وأما المبطلونَ فكنزوا أقبحَ السيئات، فسوف يرى كلٌ بضاعتَه يوم يُبعثرُ ما في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الْذين ابْيَضَّتْ وجُوهُهم ففي رَحْمةِ اللهِ هُمْ فيهَا خَالِدُون}.
    الطائع تحمل مشقة الطاعة، وصبر على القيام بأمر الله، وصبر عن الحرام، وصبر على قضاء الله وقدره؛ فأين هو اليوم من ذلك التعب والمشقة؟
    زال التعب، وذهبت المشقة، وبقي الأجر والفرح والراحة {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)} [سورة فاطر 35/35].
    وهذا العاصي الذي ركِبَ هواه، وفعل الحرام، وتلذذ بالآثام، أين هو اليوم من تلك اللذة؟! هل يشعر بها؟ هل يستمتع بها؟ ذهبت اللذة والمتعة، وجاء الألم والشقاء {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}
    الطائع طلب الراحة بتعب جسده في طاعة الله فوجدها.
    والعاصي طلب الراحة في معصية الله فما وجدها، وإنما وجد التعب والنصب والحزن.
    إذا دعتك اللذة والشهوة إلى المعصية فتذكر ما يأتي بعدها من الحسرة والندامة، وارفع رأسك، وانظر ببصرك إلى مستقبلك الحقيقي، إلى الحياة الحقيقية التي خُلقت لها حتى لا تقول كما قال الخاسر يا ليتني قدمت لحياتي، قال الله تعالى {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36)} [سورة القيامة 75/20-36]
    وإذا أصابك الفتور والضعف، وتثاقَلتْ نفْسُك عن الطاعة؛ فتذكر يومًا تقف فيه بين يدي الله لا ينفعك فيه إلا العمل الصالح، قال الله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (Cool إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13)} [سورة الإنسان 76/5-13]

    لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
    أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال: )لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرُّ منه، وفي رواية شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم(.
    فهذا الخبر من أعلام النبوة؛ لإخباره ‘ بفساد الأحوال، وذلك من الغيب الذي لا يُعلم بالرأي وإنما يُعلم بالوحي.
    والمقصود: لا يأتي زمان إلا والذي بعده أَشَرُّ، مثلُ كثرة الفتن وابتعاد الناس عن معين الشريعة، وانغماسهم في المعاصي كلما مرت السنون والأعوام، وهذا من حيث الأعم الأغلب.
    يقول عبد الله بن مسعود: (لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله؛ فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر؛ فعند ذلك يهلكون).
    وروي عنه أنه قال: (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شر مما كان قبله؛ أما إني لا أعني أميرًا خيرًا من أميرٍ، ولا عامًا خيرًا من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفًا, ويجيء قوم يفتون برأيهم).
    وروي عنه أنه قال: (وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها، ولكن بذهاب العلماء, ثم يحدُثُ قومٌ يُفتون في الأمور برأيهم؛ فيثلِمُونَ الإسلامَ ويهدِمُونَه).
    ومصداق ذلك قول الرسول ‘ ((إنَّ الله لا يقبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ من صدور العِبَاد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناسُ رُؤوسًا جُهالاً فسُئلوا؛ فأفْتَوا بغير علم، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)).
    فهل من مشمر عن ساعد الجد في طلب العلم؛ ليكون من خير عباد الله، وأنفعهم للناس، ويحفظ أمته من الهلاك، ويجري له عمله في حياته وبعد موته، ما انتفع الناس بعلمه؟

    العام بين العبرة والتهنئة
    ذهب جمع من أهل العلم إلى جواز رد التهنئة بالعام الجديد؛ لأنه من العادات التي جرى عليها أمر الناس، وليس المقصود بها التعبد، لكن لا يبتدئ التهنئة به؛ لعدم ورود ذلك عن السلف، ولأن العبرة في الأزمان بالعمل فيها، لا ببلوغها.
    لكن هل نهنئ بعضًا بحلول الأعوام، أو نذكِّر بعضًا بحلول الآجال، وقُربِ الرحيل؟!
    إن في ذهاب الأعوام موعظةً يجب أن نعتبرها، وأن نسعى سعي المسافر الغريب في البلاد البعيدة يستحث نفسه للرجوع إلى بلده وموطنه، وليس شيء أعظم من العلم المصدَّقِ بالعمل ينقذكم مما أنتم فيه {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)} [سورة الكهف 18/110].
    اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ونستغفرك مما تبنا إليك منه، ثم عدنا فيه، ونستغفرك مما جعلناه لك على أنفسنا ثم لم نوف لك به، ونستغفرك مما زعمنا أنا أردنا به وجهك فخالط قلوبنا منه ما قد علمت.
    اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
    اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد ‘ عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبد ونبيك صلى الله عليه وسلم .
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك ما قضيت لنا من قضاء أن تجعل عاقبته رَُشَْدًا.
    اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه.
    اللهم أنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.








    ا [size=21]أيام قلائل وتطوى صفحات عام 1429 ه .. وَلكِـِـنْ تَبقًـًـًـَـَـَـىْ ذِكرَيـَـَآتْ ذَلكَ آلعًـًـَـَـَـآمْ لصيقة بنا الى حين ...

    قَـدْ تَـَـَكٌـونْ ذِكريَـَـَـآتْ مُؤلِـِمـَهْ .. قَـدْ تَكوٌنْ ذِكرَيـًـًـًـَـَـَآتْ جَميلًـهْ .. قَـَـدْ تَكـونْ آيـآمْ رَآئعَـهْ .. قَـدْ تَكـوٌنْ سَـَـَنـهْ مَليئَـهْ بآلسَـَـَـَـَعآدَهْ لَـكُمْ ..
    وَقَـدْ تَكـوُنْ سَنَـهْ شَقَـآءْ ْ ..وأيام صعبة مرت أثقل مما يمكن ان يكون ....
    وسواء كانت هكذا ..أو هكذا ...

    فهي مرت ..ونحن على مشارف استقبال عام جديد

    لا أحد منا يمكن أن يتكهن بما يخبؤه له من احداث

    لكن مادام الله أمد في اعمارنا ..لنعيش عاما آخر ..اذا انكتب لنا كاملا فلابد من وقفة مع انفسنا حتى يكون أفضل من الذي سبقه

    فليكن

    عَـَـآمْ 1430هـ عَـَـآمَ آلتسَـَـَـآمٌحْ ..








    عَـَـآمْ صِلـَـَةْ آلرًحِـمْ ..





    عَـَـَـآمْ آلآإخَـآءْ وَآلمَحَبًـهْ




    ..الموعظة بمناسبة انتهاء العام الهجري

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين. وبعد فقد اعتاد بعض الدعاة عند انتهاء العام على التذكير والوعظ عن طريق المحاضرة والمقالة والرسالة الإلكترونية بأساليب متنوعة وقضايا متعددة من تذكير الناس باختتام العام وانصراف الدنيا وزوالها والمحاسبة وحثهم على العمل الصالح وغير ذلك.

    والذي يظهر من حيث الأدلة والأصول الشرعية أن تخصيص هذا الوقت بموعظة خاصة والمداومة على ذلك وحث الناس على التوبة والأعمال الصالحة والصدقة ومحاسبة النفس والتحلل من المظالم في ختام العام أن هذا كله عمل غير مشروع وهو أقرب إلى البدعة منه إلى السنة للوجوه الآتية:

    أولا: أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أو من يعتد بقولهم من الأئمة تخصيص هذا الوقت بتوبة وعمل صالح.

    ثانيا: لم يرد في أدلة الشرع ما يدل على اعتبار ختام العام الهجري مناسبة دينية يشرع فيها عمل مخصوص أو له أفضلية يضاعف فيه ثواب الأعمال الصالحة. وإنما فضل الشرع ورغب بالعمل الصالح في مناسبات معروفة كعاشوراء ورمضان وشوال وعشر ذي الحجة ونحو ذلك. ولم يرد فيه أيضا أن صحائف الأعمال للعبد تطوى في آخر العام ومن زعم ذلك فقد أخطأ وأدخل في الدين ما ليس منه. ولكن ثبت في السنة أنها ترفع يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع وصلاة الفجر والعصر من كل يوم وروي أنها ترفع في شعبان من كل عام. ثم أيضا صحيفة المؤمن تطوى إذا انقضى عمره وتوفاه المولى عز وجل. فتبين أنه لا علاقة بين نهاية العام الهجري وطوي الصحائف.

    ثالثا: التوقيت والتأريخ بالعام الهجري لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبوبكر رضي الله عنه وإنما وضعه عمر رضي الله عنه اجتهادا منه وأقره الصحابة عليه حينما احتاج المسلمون للتأريخ لشؤون حياتهم وأعمالهم. وهذا يدل على أن ختام العام لم يحفل به الشرع ويخصص له عملا مشروعا.

    رابعا: أن ابتداء السنة لكل إنسان تكون من حين وقت مولده فإذا تكرر يوم مولده من العام الآخر كان هذا الوقت ختام حوله وعامه وليس في ختام العام الهجري. فمن الناس من يختم عامه في محرم ومنهم في صفر وهكذا. فتوقيت حول كل إنسان بختام العام الهجري خطأ غير صواب وعبث لا فائدة منه.

    خامسا: أن اعتبار هذا الوقت مناسبة دينية وتخصيصها بموعظة وعمل صالح والتساهل في ذلك يفتح باب الإبتداع في الدين والتغيير في أيامه الشرعية. فإذا خصصنا ختام العام وخصصنا يوم الهجرة وخصصنا يوم الإسراء وخصصنا يوم المولد بأمور وأعمال واعتنينا بها فتحنا على أنفسنا بابا من الشر والضلالة وغيرنا معالم الدين وضاهينا الأوقات المشروعة وزاحمناها. والشريعة جاءت بالتفريق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية والتفريق بين الأوقات الشرعية والأوقات البدعية. وهذا أصل عظيم يجب العناية به ولذلك كان الإمام مالك وغيره من الأئمة يشددون في هذا الباب صيانة للدين من البدعة والتغيير في معالمه وكلامهم وتصرفهم في هذا كثير جدا.

    فعلى هذا لا يشرع للواعظ والداعية أن يحرض الناس على التوبة والعمل الصالح والمحاسبة في هذا الوقت ولا يخصه بشيء ولا يجعل له مزية في الشرع أو يجعل لآخر جمعة في العام فضيلة خاصة. فهذه الأيام لا مزية لها ولا فضيلة بل هي كسائر الأيام التي لم يخصها الشرع بشيء. والتوبة والأعمال الصالحة مشروعة في كل وقت.

    أما إذا تكلم في هذه الأيام من باب العبرة والعظة على سبيل العموم ولم يخصها بشيء فاستدل بانتهاء العام على انصرام الأعوام وقرب رحيل الدنيا من المؤمن واقتراب أجل الآخرة أو نبه بذلك على زوال الدنيا وتغير أحوالها أو أهمية الوقت وفواته في حياة المسلم ونحو ذلك فهذا أمر حسن لا محظور فيه إن شاء الله إذا لم يلتزم ذلك أو يعتقد أنه سنة لأن باب العظة والتذكير باب واسع ورد في الشرع بصفة مطلقة ومقيدة وهو عام في كل وقت لا يفتقر إلى دليل خاص كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحين في وعظه الأوقات المناسبة. وقد روي عن السلف في ذلك آثارا حسنة.

    والله الموفق والهادي إلى طريق الصواب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    خالد بن سعود البليهد
    عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة








    عَـَـَـآمْ للسَعَـَـَـآدَهْ لآ للشَقَـَـآءْ ..


    لنجعله عاما جديدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ....

    واكثر







    ..الموعظة بمناسبة انتهاء العام الهجري

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين. وبعد فقد اعتاد بعض الدعاة عند انتهاء العام على التذكير والوعظ عن طريق المحاضرة والمقالة والرسالة الإلكترونية بأساليب متنوعة وقضايا متعددة من تذكير الناس باختتام العام وانصراف الدنيا وزوالها والمحاسبة وحثهم على العمل الصالح وغير ذلك.

    والذي يظهر من حيث الأدلة والأصول الشرعية أن تخصيص هذا الوقت بموعظة خاصة والمداومة على ذلك وحث الناس على التوبة والأعمال الصالحة والصدقة ومحاسبة النفس والتحلل من المظالم في ختام العام أن هذا كله عمل غير مشروع وهو أقرب إلى البدعة منه إلى السنة للوجوه الآتية:

    أولا: أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أو من يعتد بقولهم من الأئمة تخصيص هذا الوقت بتوبة وعمل صالح.

    ثانيا: لم يرد في أدلة الشرع ما يدل على اعتبار ختام العام الهجري مناسبة دينية يشرع فيها عمل مخصوص أو له أفضلية يضاعف فيه ثواب الأعمال الصالحة. وإنما فضل الشرع ورغب بالعمل الصالح في مناسبات معروفة كعاشوراء ورمضان وشوال وعشر ذي الحجة ونحو ذلك. ولم يرد فيه أيضا أن صحائف الأعمال للعبد تطوى في آخر العام ومن زعم ذلك فقد أخطأ وأدخل في الدين ما ليس منه. ولكن ثبت في السنة أنها ترفع يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع وصلاة الفجر والعصر من كل يوم وروي أنها ترفع في شعبان من كل عام. ثم أيضا صحيفة المؤمن تطوى إذا انقضى عمره وتوفاه المولى عز وجل. فتبين أنه لا علاقة بين نهاية العام الهجري وطوي الصحائف.

    ثالثا: التوقيت والتأريخ بالعام الهجري لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبوبكر رضي الله عنه وإنما وضعه عمر رضي الله عنه اجتهادا منه وأقره الصحابة عليه حينما احتاج المسلمون للتأريخ لشؤون حياتهم وأعمالهم. وهذا يدل على أن ختام العام لم يحفل به الشرع ويخصص له عملا مشروعا.

    رابعا: أن ابتداء السنة لكل إنسان تكون من حين وقت مولده فإذا تكرر يوم مولده من العام الآخر كان هذا الوقت ختام حوله وعامه وليس في ختام العام الهجري. فمن الناس من يختم عامه في محرم ومنهم في صفر وهكذا. فتوقيت حول كل إنسان بختام العام الهجري خطأ غير صواب وعبث لا فائدة منه.

    خامسا: أن اعتبار هذا الوقت مناسبة دينية وتخصيصها بموعظة وعمل صالح والتساهل في ذلك يفتح باب الإبتداع في الدين والتغيير في أيامه الشرعية. فإذا خصصنا ختام العام وخصصنا يوم الهجرة وخصصنا يوم الإسراء وخصصنا يوم المولد بأمور وأعمال واعتنينا بها فتحنا على أنفسنا بابا من الشر والضلالة وغيرنا معالم الدين وضاهينا الأوقات المشروعة وزاحمناها. والشريعة جاءت بالتفريق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية والتفريق بين الأوقات الشرعية والأوقات البدعية. وهذا أصل عظيم يجب العناية به ولذلك كان الإمام مالك وغيره من الأئمة يشددون في هذا الباب صيانة للدين من البدعة والتغيير في معالمه وكلامهم وتصرفهم في هذا كثير جدا.

    فعلى هذا لا يشرع للواعظ والداعية أن يحرض الناس على التوبة والعمل الصالح والمحاسبة في هذا الوقت ولا يخصه بشيء ولا يجعل له مزية في الشرع أو يجعل لآخر جمعة في العام فضيلة خاصة. فهذه الأيام لا مزية لها ولا فضيلة بل هي كسائر الأيام التي لم يخصها الشرع بشيء. والتوبة والأعمال الصالحة مشروعة في كل وقت.

    أما إذا تكلم في هذه الأيام من باب العبرة والعظة على سبيل العموم ولم يخصها بشيء فاستدل بانتهاء العام على انصرام الأعوام وقرب رحيل الدنيا من المؤمن واقتراب أجل الآخرة أو نبه بذلك على زوال الدنيا وتغير أحوالها أو أهمية الوقت وفواته في حياة المسلم ونحو ذلك فهذا أمر حسن لا محظور فيه إن شاء الله إذا لم يلتزم ذلك أو يعتقد أنه سنة لأن باب العظة والتذكير باب واسع ورد في الشرع بصفة مطلقة ومقيدة وهو عام في كل وقت لا يفتقر إلى دليل خاص كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحين في وعظه الأوقات المناسبة. وقد روي عن السلف في ذلك آثارا حسنة.

    والله الموفق والهادي إلى طريق الصواب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    خالد بن سعود البليهد
    عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة






    البعد التاريخي للتهنئة بالعام الهجري

    عمر بن عبد الله المقبل

    الحمد لله، وبعد:

    ففي مثل هذه الأيام من كل عام تتوارد الأسئلة على أهل العلم عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، وكالعادة - في مثل هذه المسائل التي لا نص فيها- نجد الاختلاف بين أهل العلم، والأمر إلى هذا الحد مقبول؛ لكن أن يجعل ذلك من البعد، ومن مضارعة النصارى، ففي ذلك نظر.
    إن مما يلفت النظر أن بعض من منعها من أهل العلم ربما اعتمد على أمور منها: أنها عادة تسربت من النصارى، وهذا وجه قوي –عنده- للمنع.

    وقد رأيت - بعد البحث - أن هذا القول (أعني تسربها من النصارى) لا يساعده البحث العلمي، بل لو قال قائل: إن العكس هو الصحيح لم يكن بعيداً من الصواب، وبرهان ذلك ما يلي:
    قال السيوطي -رحمه الله تعالى - في رسالته "وصول الأماني بأصول التهاني" 1/83، والتي قال في مقدمتها: "فقد كثر السؤال عن ما - هكذا كتبت - اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات ونحو ذلك... هل له أصلٌ في السنة؟ فجمعت هذا الجزء في ذلك:
    (قال القمولي في "الجواهر": لم أر لأصحابنا كلاماً في التهئنة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، ورأيت - فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري - أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين: أهو بدعة أم لا؟.
    فأجاب: بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة، ولا بدعة، انتهى) أي كلام أبي الحسن المقدسي -.
    ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج، ولم يزد عليه " انتهى كلام السيوطي.
    وهذا النقل عن القمولي تتابع على نقله متأخرو الشافعية في مصنفاتهم في الفقه، كالشربيني وغيره.

    مما سبق في نقل السيوطي يستفاد ما يلي:

    إن السؤال عن هذه المسألة قديم، أي أن التهئنة بالعام الهجري تعود إلى القرن الخامس، فإن الحافظ أبا الحسن المقدسي (ت: 611) رحمه الله يسأل عنها، وإذا كان قد توفي عام (611) فهذا يعني أنه عاش أكثر عمره في القرن السادس الهجري.
    ومثله تلميذه الحافظ عبد العظيم المنذري -رحمه الله تعالى- صاحب الترغيب والترهيب (ت: 656).
    وهذا ما وقفت عليه، وربما لو تتبع باحث لوجد لذلك بعداً تاريخياَّ أقدم.
    وإذا علمنا أن أوروبا كانت في تلك الفترة تعيش حقبة ما يسمى بالعصور الوسطى، والتي هي أكثر العصور انحطاطاً - في تقدير الأوربيين أنفسهم - وفي المقابل كانت الأمة الإسلامية، ما زالت قوتها مصدر هيبة للأعداء، وما زالت فتوحات الإسلام تواصل زحفها في شمال الأندلس غرباً، وأقاصي الصين شرقاً.
    وقد جرت العادة أن الضعيف هو الذي يقلد القوي، وعليه.. فما المانع أن تكون التهاني بالأعوام الجديدة متلقاة عن المسلمين، أخذها النصارى عنهم؟.
    وكون هذا يربط بعيد عند النصارى، لا يؤثر على حل التهنئة بالعام؛ فإن التهنئة شيء، والعيد شيء آخر.
    وهذا -فيما يظهر - يضعف القول بأن التهنئة بالأعوام جاءت من قبل النصارى، والذي بنى عليه بعض الفضلاء من أهل العلم منعهم لها.
    الثاني -مما يستفاد من نقل السيوطي-: أن الحافظ أبا الحسن المقدسي يرى التوسط في ذلك، وهو القول بالإباحة، فلا هي سنة ولا هي بدعة، وهذا -والله أعلم- مبني على أن التهاني من باب العادات، فلا يشدد فيها.
    وهذا الفهم، هو الذي فهمه العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- ، ففي كتاب "الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة" للشيخ عبد الله بن عقيل (وهو كتاب حوى مراسلات بينه وبين شيخه العلامة عبد الرحمن بن سعدي) جاء في ص (174) أن الشيخ ابن سعدي كتب لتلميذه ابن عقيل كتاباً في 3/محرم/1367هـ، وكان في ديباجة رسالته: "... ونهئنكم بالعام الجديد، جدد الله علينا وعليكم النعم، ودفع عنا وعنكم النقم".
    أقول: فلعل العلامة السعدي بنى تهنئته على هذا الأصل، وقد قرر ذلك في شرحه على منظومته في "القواعد".
    وقد رأيت لجماعة من مشايخنا - حفظهم الله وبارك فيهم- توسطاً آخر، فقالوا: لا يبتدأ بها، ولا ينكر على من فعلها، وهذا رأي أشياخنا: الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد الكريم الخضير.
    ومما يستأنس به ، أن كبار علمائنا كشيخنا ابن باز، وشيخنا ابن عثيمين كانوا يرخصون في التهئنة بدخول رمضان (كما سألتهم عن ذلك بنفسي) وهو مثبت في فتوى نشرت في الموقع سابقاً؛ فالأمر في التهئنة بالعام الهجري أسهل، لأن رمضان موسم عبادة، بخلاف تجدد الأعوام، فهو أمرٌ هو بباب العادات ألصق، كما تقدمت الإشارة إليه، وعليه فلا يحسن التشديد في هذا الأمر، والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.

    المصدر : الإسلام اليوم






    الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد
    فإن التهنئة تكون على أحوال:
    إمَّا أن تكون بما يُسَرُّ به المسلم مما يطرأ عليه من الأمور المباحة بكل ما فيه تجدد نعمة أو دفع مصيبة، كالتهنئة بالنكاح، والتهنئة بالمولود الجديد، والتهنئة بالنجاح في عمل أو دراسة ، أوما شابه ذلك من المناسبات التي لا ارتباط لها بزمان معين، فهذا من الأمور العادية التي لا حرج فيها ، ولعل صاحبها يؤجر عليها لإدخاله السرور على أخيه المسلم فالمباح -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((بالنية الحسنة يكون خيراً، وبالنية السيئة يكون شراً)) فهو بين الإباحة والاستحباب.

    وإمَّا أن تكون التهنئة في أزمان معينة كالأعياد والأعوام والأشهر والأيام، وهذا يحتاج إلى بيان وتفصيل ، وتفصيله كما يلي :
    - أمَّا الأعياد -عيد الأضحى وعيد الفطر- فهذا واضح لا إشكال فيه وهو ثابت عن جمع من الصحابة.
    - وأمَّا الأعوام فكالتهنئة بالعام الهجري الجديد أو ما يسمى رأس السنة الهجرية.
    - وأمَّا الأشهر فكالتهنئة بشهر رمضان، وهذا له أصل والخلاف فيه مشهور.
    - وأمَّا الأيام فكالتهنئة بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أو بيوم الإسراء والمعراج وما شابه ذلك والحكم فيه معروف وهو من البدع لارتباطه بمناسبات دينية مبتدعة.
    وكل هذه التهاني ماعدا الأول منها لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا عن أحدٍ من السلف مع أن موجبها انعقد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضي الله عنهم ولم يوجد المانع ومع ذلك لم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه فعل ذلك بل قصروا التهنئة على العيدين فقط.

    وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة بأول العام الجديد على قولين:
    الأول: الإباحة وأنها من العادات، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال: (( أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضاً، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية)) (لقاء الباب المفتوح).
    وله رحمه الله كلامٌ آخر ضبط فيه المسألة فقال في ((اللقاء الشهري)): ((إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنأك الله بخير و جعله عام خير و بركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) وقال في ((الضياء اللامع)) (ص702): ((ليس من السنة أن نُحدث عيداً لدخول السنة الهجرية أو نعتاد التهاني ببلوغه)).انتهى
    وقد نقل بعضهم في إباحة هذا الفعل كلاماً غير محرر للقمولي والسيوطي من متأخري الشافعية، و لأبي الحسن المقدسي من الحنابلة، أعرض عن ذكره خشية الإطالة.
    الثاني: القول بالمنع مطلقاً، وهو الراجح، وممن قال به الشيخ صالح الفوزان حيث سئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد فأجاب: ((لا نعرف لهذا أصلاً، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد و تهاني، و إنما جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعل عمر رضي الله عنه لما توسعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، احتاج إلى أنه يضع تأريخ تعرف به الرسائل و كتابتها، استشار الصحابة،فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجرة، وعدلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنه كان موجوداً في وقتهم، و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة و يتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع .

    سؤال: إذا قال لي شخص : كل عام و أنتم بخير، فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه الأيام ؟
    جواب: لا، ليست بمشروعة و لا يجوز هذا)) أ.هـ انظر: ((الإجابات المهمة في المشاكل الملمة)) (ص229)
    والناظر إلى هذه المسألة يجد أن القول بالمنع يتأيد بعدة وجوه فمن ذلك:
    1- أنها تهنئة بيوم معين في السنة يعود كل عام فالتهنئة به تُلحقه بالأعياد ، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى ، فتُمنع التهنئة من هذه الجهة.
    2- ومنها أن فيها تشبهاً باليهود والنصارى وقد أُمرنا بمخالفتهم، أما اليهود فيهنئون بعضهم برأس السنة العبرية والتي تبدأ بشهر تشري وهو أول الشهور عند اليهود ويحرم العمل فيه كما يحرم يوم السبت، وأما النصارى فيهنئون بعضهم البعض برأس السنة الميلادية.
    3- أن فيه تشبهاً بالمجوس ومشركي العرب، أما المجوس فيهنئون بعضهم في عيد النيروز وهو أول أيام السنة عندهم ومعنى (نيروز): اليوم الجديد، وأما العرب في الجاهلية فقد كانوا يهنئون ملوكهم في اليوم الأول من محرم كما ذكر ذلك القزويني في كتابه: ((عجائب المخلوقات)). وانظر لذلك كتاب: ((الأعياد وأثرها على المسلمين)) للدكتور سليمان السحيمي.
    4- ومنها أن جواز التهنئة بأول العام الهجري الجديد يفتح الباب على مصراعيه للتهنئة بأول العام الدراسي وبيوم الاستقلال وباليوم الوطني وما شابه ذلك، مما لا يقول به من أجاز التهنئة بأول العام ، بل إن جواز التهنئة بهذه أولى حيث لم يكن موجبها منعقداً في زمن الصحابة رضي الله عنهم بخلاف رأس السنة.
    5- ومنها أن القول بجواز التهنئة يفضي إلى التوسع فيها فتكثر رسائل الجوال وبطاقات المعايدة -وإن سموها بطاقات تهنئة- وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وربما صاحب ذلك زيارات للتهنئة واحتفالات وعطل رسمية كما هو حاصل في بعض الدول، وليس لمن أجاز التهنئة وعدَّها من العادات حجة في منع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات، فسدُّ هذا الباب أولى.
    6- ومنها أن التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلاً، إذ الأصل في معنى التهنئة تجدد نعمة أو دفع نقمة، فأي نعمة حصلت بانتهاء عام هجري؟ والأولى هو الاعتبار بذهاب الأعمار ونقص الآجال، ومن العجب أن يهنئ المسلمون بعضهم بعضاً بالعام المنصرم وقد احتل العدو فيه أراضيهم وقتل إخوانهم ونهب ثرواتهم فبأي شيء يهنئون أنفسهم؟!

    وعليه فالقول بالمنع أولى وأحرى، وإن بدأك أحدٌ بالتهنئة فالأولى نُصحه وتعليمه لأن رد التهنئة فيه نوع إقرار له، وقياسها على التحية قياس مع الفارق!، لكن لما كانت المسألة اجتهادية فلا ينبغي أن يشتد النكير فيها، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد.|خط|

    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
    الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف






    حكم تخصيص آخر السنة الهجرية بالأعمال


    السؤال:

    فضيلة الشيخ: د.ناصر العمر
    السلام عليكم ورخمة الله وبركاته وبعد
    يكثر في نهاية العام رسائل الجوال وغيرهابالتهنة به وطلب الاستغفارقبل طي الصحائف، بل وتصل أحيانا إلى الدعوة بصيام آخر أيام السنة، أو أول أيام السنة الجديدة، وبإحياء ليلة رأس السنة الهجرية، ونحو ذلك
    جزاكم الله خيرا
    الإجابة:

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
    فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.
    وما انتشر في هذه الأيام بمناسبة نهاية العام من تخصيص آخر العام أو أوله بالصيام واختتام آخر السنة بصلاة أو عبادة أو استغفار، فكل هذه الأمور لا أصل لها في الشرع، وقد سألت كلاً من شيخي الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي _حفظهما الله_ عن ذلك، فقالا: "كل ذلك لا أصل له، وهو بدعة"، حيث إن تخصيص عبادة بزمان أو مكان أو بعدد مما لم يرد به دليل هو بدعة، كما قرر العلماء _رحمهم الله_، بعد استقراء النصوص وتتبعها.
    وما يتعلق بطي الصحائف فلم يرد به دليل صحيح أنها تطوى آخر العام؛ علماً أن تحديد آخر العام وأوله كان باجتهاد من الصحابة في زمن عمر رضي الله عنهم وليس مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، حيث إن الهجرة قد اختلف في زمانها على أقوال عدة، ولذلك فتقييد المحاسبة في آخر العام لا أصل له، بل يجب أن يحاسب المرء نفسه طوال العام كما قال عمر _رضي الله عنه_: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا"، رواه الترمذي.
    أما التهاني، فمن قصد بذلك التعبد فلا ينبغي ولا أصل له، ويخشى أن يكون فيه تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذلك قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً، وقيل إن كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، ولذلك أرى تجنبه، والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    الشيخ أ.د. ناصر العمر



    بدعة صلاة الليل أول العام الهجري وليالى عشر ذي الحجة جماعة

    بعد صلاة العشاء في أول أيام السنة الهجرية وجدت صديقا يطلب من المصلين الانتظار بعد الصلاة لصلاة ركعتين بمناسبة هذه المناسبة ..وقبلها أيام العشر الأوائل من ذي الحجة كان نفس الفعل كل يوم أي صلاة ركعتين بمناسبة العشاء .. ورغم اعتراض البعض إلا أن أحداً لم يأبه لكلامنا .... فما الحكم الشرعي لذلك وأيضاً هل ذلك بدعة أم سنة حسنة .. وما حكم من فعل ذلك رغم التحذير وخاصة لو كانوا أئمة مساجد وعلماء أفاضل ؟ أرجو الإجابة بوضوح لكي يتسنى توصيل الإجابة لهم لعدم تكرار ذلك إن شاء الله ...
    وجزاكم الله كل خير .

    الجواب :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فتخصيص هذه الليلة بصلاة الركعتين لمذكورتين من البدع التي لا ينبغي الوقوع فيها لأنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من العلماء والأئمة المتبعين تخصيص تلك الليلة بشيء. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وراجع الفتويين: 59497.
    إما إحياء ليالي العشر من ذي الحجة فقد استحبه الكثير من أهل العلم، واحتجوا بما رواه البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام. وبقوله تعالى: وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ{الفجر:1-2}.. روى الطبري عن ابن عباس وقتادة ومجاهد ومسروق وعكرمة أنها ليالي العشر الأول من ذي الحجة، ولكن إحياؤها جماعة لا أصل له في الشرع، فهو من جملة البدع والمحدثات؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2719.
    وعليه؛ فالواجب عليكم عدم مشاركته في إحياء تلك الليالي مع إسداء النصح له وللمصلين، وبيان عدم مشروعيتها، وأنه لا بد أن يتمسكوا بالسنة.
    ويمكنك الاستعانة بكتاب الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ، والاعتصام للشاطبي. وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 631، 35637، 54397.
    والله أعلم.

    المفتي : مركز الفتوى

    فضيلة الشيخ: عبد الله الفقيه رئيس القسم الشرعي بالشبكة الإسلامية حفظه الله
    الرجاء بيان حكم الأمور التالية بفتوى شرعية تصدر من فضيلتكم باسم الشبكة الإسلامية... وجزاكم الله كل خير


    أولاً: انتشر في الفترة الأخيرة في أوساط الناس إرسال رسائل عبر الهواتف النقالة فحواها الحث على ختم العام الهجري بالصيام أو أي عبادة شرعية بنية طي صفحة العام الهجري بعمل صالح


    ثانياً: ما صاحب هذه الرسالة من تهنئة بالعام الهجري الجديد


    ثالثاً: ما يفعله بعض المسلمين عند نزول نازلة بالمسلمين من الحض على صيام جماعي أو قيام ليلة معينة لتوحيد الدعاء عقب الصيام وعند الإفطار أو في القيام.... أفتونا مأجورين؟ وجزاكم الله خيراً، وبارك في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.



    الجواب :


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فليعلم أولاً: أنه ينبغي للمسلم أن يقف من مرور الأيام والسنين موقف العظة والعبرة، فإن كل ساعة تمر تخصم من عمره وتدنيه من أجله، والمسلم مسؤول عن كل لحظة من عمره فيم قض
    شـرقـﭑويـﮧ عسل
    شـرقـﭑويـﮧ عسل
    قائمة المشرفون


    المساهمات : 183
    تاريخ التسجيل : 22/07/2009
    العمر : 34
    الموقع : الأحساء

    ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][ Empty رد: ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][

    مُساهمة  شـرقـﭑويـﮧ عسل الخميس أكتوبر 01, 2009 9:22 am

    موضوع مميز أخوي مكافحة

    ألف شكر لك على الموضوع الرائع

    تحيتي
    مكافحة الغش والتسول
    مكافحة الغش والتسول
    قائمة المشرفون


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/07/2009
    العمر : 34
    الموقع : الدمام

    ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][ Empty رد: ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][

    مُساهمة  مكافحة الغش والتسول الجمعة أكتوبر 02, 2009 6:38 am

    تيحياتك مقبوله اختي شرقاويه والعفو يا شمعة المنتدى


    تحياتي لمن دمر حياتي
    ][®][^][®][ملف شامل عن السنه الهجريه 1430][®][^][®][ Icon_lol

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 6:22 pm